يعد الفستان الأبيض أحد طقوس الزفاف المهمة رغم اختلاف الثقافات حول العالم، التي لا يمكن أن تشعر العروس بزفافها دونه، ولكن هل تساءلتِ من قبل عن السر وراء ارتداء العروس لفستان باللون الأبيض تحديدًا خلال حفل الزفاف؟ وهو الأمر الذي يعود إلى أكثر من مائة عام.
لماذا ترتدي العروس فستانًا باللون الأبيض؟
يعود طقس ارتداء فستان الزفاف عندما قررت الملكة الاسكتلندية "ماري" ارتداء فستان زفاف باللون الأبيض من الحرير في حفل زفافها عام 1558 من "دوفين فرنسا فرانسوا الثاني" واجهت انتقادات واسعة باعتبار أن ذلك اللون غير لائق، كونه مرتبطًا بمراسم العزاء.
ولكن تكرر ارتداء فستان الزفاف الأبيض في عام 1840، عندما قررت الملكة البريطانية الشهيرة "فيكتوريا" ارتداء فستان أبيض في حفل زفافها على الأمير "ألبرت"، ومنذ ذلك الحين بدأ الفستان الأبيض يتحول إلى موضة وتقليد اجتماعي تتبعه الفتيات، وانتشرت هذه الموضة إلى جميع أنحاء العالم، ويعد اختيار اللون الأبيض هو رمز لنقاء والطهارة.
وكانت العروس في الماضي ترتدي فستانًا أحمر، خاصة في العصور القديمة، كما كانت ترتدي العروس التي مات زوجها السابق فستانًا باللون الأسود، أما في العصر الفيكتوري فكان الفستان الأزرق هو الأكثر شيوعًا، والذي يرتبط بفكرة طهارة مريم العذراء.
وما زالت هناك في عصرنا هذا بعض الفتيات يفضلن ارتداء فستان الزفاف الملون بدلًا من اللون الأبيض، بمختلف دول العالم، فكثيرًا ما يتم اختيار درجات الأحمر أو الأسود.
ما هو سر ارتداء العروس لطرحة الزفاف؟
ترجع عادة ارتداء طرحة الزفاف إلى العصر الروماني، حيث جرت العادة أن ترتدي العروس طرحة ملونة تغطيها من الرأس وحتى أخمص القدم، الذي يطلق عليه "flammeum"، ويتم ارتداؤها من أجل طرد الأرواح الشريرة، خاصة وأن العروس تبدو وكأنها مشتعلة بارتداء طرحة زفاف حمراء أو برتقالية.
وكذلك تشير بعض النظريات أخرى إلى أنه قديمًا في أوروبا كانت أغلب الزيجات مدبرة، ويُعتقد أن الهدف من ارتداء العروس لطرحة الزفاف آنذاك هو منع العريس من رؤية وجهها لحين انتهاء مراسم الزفاف، وفي هذه الحالة، لا يكون في إمكانه التراجع عن قرار الزواج إذا لم يعجبه شكل العروس.
هل كان بوكيه العروس في الماضي من الورد؟
لم تكن إطلالة العروس في الماضي تحمل باقة من الزهور، ولكن كانت النباتات بشكل عام هي خيارهم، ففي العصور الوسطى بأوروبا تحمل العروس الثوم، من أجل الحفاظ على النفس من الأرواح الشريرة، كما كانت تحمل العروس أيضًا الشبت حيث كان يتم استعمال الشبت كمزيل للعرق، كما أنه يحمي الناس من الإصابة بمرض الطاعون.
وأيضًا كان هناك من تحمل باقة من القمح في العصور الوسطى، أما في العصر الفيكتوري، فكانت تحمل نبات اللبلاب، إلى أن بدأت العروس تحمل النباتات المفضلة لديها مثل الزهور بمختلف أنواعها.
تاج الزهور تقليد من الماضي
قبل أن تكون صيحة تاج الورود الطبيعي والصناعي أحدث صيحات العروس بدلًا من التاج الفخم، حيث كان تاج الزهور هو تقليدي في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، فكانت الورود البرتقالية اللون هي خيار العروس في هذه الحقبة، وترمز هذه العادة إلى إخلاص العروس في حبها.
وأيضًا كانت الورود المصنوعة من الشمع رائجة إلى حد كبير للعروس، ولكن كانت المشكلة أن الشمع أكثر عرضة للذوبان، خاصة في الغرف المزدحمة وأشعة الشمس الضارة، ما يؤدي إلى ذوبان الشمع والتصاقه بالشعر، إلى أن تم استخدام الورود الطبيعية في العرس.