تقول كاثي زيسكي، وهي الخبيرة الأمريكية للتصميم داخلي، إنه عندما يكون لديكِ أطفال فعليك إعادة التفكير في كيفية توظيف أثاث المنزل ومساحتك الخاصة حتى تكون معدة بعناية مع اختلاف مراحلهم العمرية. ففي البداية يكونون بحاجة إلى نثر مكعبات الليجو وبعد فترة ربما يرغبون في اقتناء بعض الآلات الموسيقية، وبعد فترة يكون عليك إعادة تنظيم المساحة التي كانت مخصصة للعب، وإعادة توظيفها لتكون مستغلة وأكثر عملية، وكلما تمكنت من التخلص من الأشياء غير المستخدمة، أتيحت أمامك فرصة جيدة لإعادة التفكير في شكل المنزل.
استغل المساحة بحسب أسلوب حياتك
كاثي استغلت الغرفة التي كانت مخصصة للعب أطفالها وحولتها إلى غرفة طعام، وخاصة بسبب قربها من المطبخ إلى جانب أنها تحتوي على شرفة مميزة، فهي تؤمن أن الأشخاص عليهم تنظيم منزلهم بحسب طبيعة وأسلوب حياتهم وليس بحسب ما يجب عليهم فعله، فعلى سبيل المثال رفضت كاثي تصميم المنزل بحسب ما أملاه عليها خبير التصميم، عندما كتب على هذه الغرفة أنها غرفة الطعام، وخلقت تصميمها الخاص.
كما أنها تخلصت من هذه الاقتراحات لكي تحصل على غرفة معيشة رسمية، ولكنها سعت لإعادة توظيف وهيكلة كل مساحة في منزلها، وكانت النتيجة أنها حصلت على تصميم أنيق مناسب لاحتياجات عائلتها.
كيف حولت كاثي غرفة المعيشة والطعام إلى مساحة مختلفة للغاية؟
في البداية، تروي كاثي إنه قبل إعادة هيكلة غرفة المعيشة كانت تبدو ضيقة وتقليدية للغاية، فكانت مزدحمة بالعديد من قطع الأثاث، كما أنها قد صممت غرفة طعام، ولكنها لم تكن مستخدمة لهذا الغرض، بل استغنت عن تصميم غرفة سفرة كاملة واستعاضت عنها بمساحة لعب مميزة وتناسب تلك المساحة.
تؤكد كاثي، أن تلك الفكرة كانت فعالة ورائعة بالنسبة لأطفالها، فهي منحت للبيت مزيدًا من الحيوية والنشاط، وحتى إن حضر أحد الزوار إلى المنزل فهم كانوا على علم مسبق بأن هذه المساحة خاصة بأطفالهم ويحق لهم إلقاء ما يريدون، وبالتالي هي مليئة بالفوضى، حيث إن هذه الغرفة التي كانت عبارة عن ألعاب وقطع مكعبات منتشرة في كل أرجائها -التي تبدو سخيفة للبعض- كانت من أولويات كاثي وأسرتها في فترة معينة ثم بعد أن نضج أطفالها، تغيرت بالطبع تلك الأولويات.
ما الذي تغير بعد عدة سنوات؟
المساحة التي كانت فوضوية ولا تصلح إلا للعب، بعد سنوات قليلة تحولت إلى مساحة مختلفة للغاية، حيث يوجد مكتب خشبي أنيق مع مقعد مريح، كذلك غيرت كاثي من تصميم أبواب الشرفة حتى تسمح لأكبر كمية للضوء للتسلل داخل الغرفة، حتى تكون مناسبة للاستذكار وذلك بعد أن دخل أطفالها المدرسة.
فأولويات كاثي في تلك المرحلة كانت تصميم مساحة مريحة للاستذكار، فلم يكن هناك داعي حينها للحصول على غرفة سفرة، ولذلك لم تسعى حينها أيضًا لشراء غرفة للطعام.
وبعد فترة أدركت كاثي أن عليها الحصول على غرفة طعام بعد أن وصل أطفالها لمرحلة المراهقة، فهناك حاجة إلى أن تجتمع العائلة سويًا ويتشاركون في تناول وجبات الطعام، لذلك جمعت كاثي بين أن تكون طاولة الطعام مناسبة أيضًا للاستذكار، بحيث تكون المقاعد مريحة، كما صممت مكتبة بجانب الطاولة حتى تضع فيها الكتب واللوازم الدراسية المختلفة.
في النهاية تنصح كاثي أنه لا يوجد قواعد أو معايير ثابتة عند التفكير في تصميم المنزل، إن كنت لن تستخدم غرفة الصالون فليس هناك حاجة إلى شرائها، احرص على شراء كل ما أنت بحاجة إليه فقط واختر كل ما هو يناسب أسلوب حياتك.