إذا كنت من محبي العمل من المنزل، فنحن نرشح لك قراءة هذا الموضوع، فتصميم مكاتب داخل المنزل من أجل التفرغ للعمل أصبحت ظاهرة عالمية تتزايد يوميًا وخاصة بين أصحاب الوظائف التي لا تتطلب سوى جهاز كمبيوتر متصل بالإنترنت، ثم بعد ذلك يبقى لك الحرية الكاملة في تصميم بيئة العمل كيفما تشاء. فقد استغلوا أي مساحة في المنزل لبناء مكاتبهم الخاصة سواء في غرف المعيشة أو في استغلال مهاراتهم لتصميم غرفة علوية حتى تكون بمثابة بيئة عمل مناسبة للإبداع، هؤلاء الأشخاص الذين توجهوا لبناء مكاتب رائعة في المنزل لا بد أن ما دفعهم لذلك هو رغبتهم في التحكم في أوقاتهم بدلًا من الساعات المهدرة في زحام الطرق أو الاجتماعات غير المهمة. وفي حالة أنك ترغب في دمج أعمالك داخل حياتك، أو أنك تفضل الجمع بين العمل وبعض المرح، دعنا نخبرك ببعض الأشخاص الذين نجحوا في إعادة هيكلة منازلهم لتكون بيئة رائعة ومحفزة للعمل، وربما تلهمك بعض أفكارهم لتخلق مكتب مماثل.
فيكتوريا أسبوا Victoria Acebo
أسست المهندسة المعمارية أسبوا بمعاونة أنجل ألونسو، شركتها المتخصصة في الهندسة المعمارية في مدريد بإسبانيا "AceboXalonso Studio"، ومقرها في منزلها، في مساحة تتراوح بين 190 مترًا إلى 220 مترًا، وبناء عليه صمموا باقي عناصر المنزل وفقًا للمساحة المتوافرة.
وفي حوار أجرته أسبوا مع موقع "Houzz" عن سبب اختيارها العمل من المنزل، قالت إنه نظرًا لطبيعة عملها، فإنها تقضي العديد من الساعات في العمل، وبسبب وجود أطفال، فكرت في أن تنقل عملها ومكتبها إلى منزلها، حتى تتمكن من قضاء عدد ساعات أكبر مع أسرتها.
كيف استطاعت أسبوا أن تخلق بيئة عمل ناجحة ومميزة في منزلها؟
تقول أسبوا، إنها بحكم كونها مصممة معمارية، فهي تعشق أن تستغل كل مساحة ممكنة، وأن تحولها إلى غرفة مختلفة تمامًا عن وظيفتها الأساسية، وفقًا للإمكانيات المتوافرة، فهذه الغرفة التي حولتها إلى مقر لشركتها الناجحة كانت في يومًا من الأيام غرفة معيشة، ثم بدأت تفكر كيف تحول هذه المساحة لتكون بيئة مناسبة للعمل.
وترى أسبوا أن الحياة والعمل يكملان بعضهما بعضًا ولا يجب أن يتصارعا، لذلك فهي فكرت في أن يكون العمل جزءً من حياتها الشخصية، ثم مرت بمراحل كثيرة لتحويل هذه الغرفة من مجرد مساحة تحتوي على مكتب وكرسي مريح للعمل، إلى شركة كائنة، بل أحيانًا تعقد اجتماعات مع فريق عملها على طاولة المطبخ.
وعن روتين العمل الذي تتبعه، تؤكد أسبوا أن كل شخص قادر على خلق روتين العمل الذي يتناسب مع طبيعة عمله، فلكل منا وظيفة مختلفة، ولكن مع بعض من التفكير ستنجح في خلق روتين عمل يتناسب مع متطلباتك ويساعدك على الإبداع.
أما فيما يخص ببعض التشتت الذي يعاني منه بعض الناس نتيجة العمل من المنزل، تذكر أسبوا أنه طالما كانت البيئة التي خصصتها للعمل متكاملة ومتماسكة، فستتغلب على أي تشتيت ربما تواجهه نتيجة عملك في المنزل مثل طرق الباب أو حضور أطفالك إلى غرفة العمل.
هايدي سيمان Heidi Seemann
أسست سيمان شركتها الخاص المتخصصة أيضًا في الهندسة المعمارية وتحمل اسم "Seemann Rush Architects" ومقرها منزلها في أستراليا، والتي أنشأتها على مساحة تبلغ 15 مترًا مربعًاا.
لماذا اختارت سيمان العمل من المنزل؟
تقول سيمان إن بعد الأعمال تتطلب مزيدًا من الوقت والجهد وأحيانًا العمل خلال الاجازات، وكونها مهندسة معمارية ولديها أطفال في عمر المراهقة بحاجة إلى أن تكون موجودة معهم عن قرب، والعمل من المنزل يجعلك أكثر مرونة مع أوقات العمل الطويلة، فالوقت هو ملك لك تعمل في أثناء الليل أو النهار بحسب رغبتك، كما أنها توفر الوقود الذي تستهلكه خلال الذهاب للعمل، وبالتالي تقلل من تأثير عوادم السيارات على تلوث الهواء.
وعن مكان تصميم مكتب منزلي، تذكر سيمان –خلال تصريحات لنفس الموقع- أنها فكرت في تصميم مكتبها في مساحة كانت تستخدمها في تخزين قطع الأثاث غير المستخدمة، أو أي قطع مكسورة، ثم بدأت في تنظيم تلك المساحة والتخلص من أي قطع مكسورة، وأعدتها لكي تكون مهيأة لاستقبال العملاء.
حاولت سيما خلق مساحة العمل من خلال وضع مكتبها في مكان يطل على مظهر خارجي رائع، وأبعدت أي أجهزة قد تشتت تفكيرها في أثناء العمل، مثل التلفاز.
إذا كنت مهندسًا معماريًا أو تمارس أي مهنة أخرى تتطلب بعض التفكير والإبداع في مساحتك الخاصة، تخلص من فكرة الذهاب إلى مكتب للعمل يوميًا، وفكر في البحث عن وظيفة من منزلك، بعد إعداد مساحة لائقة ومناسبة للعمل، وستوفر عليك الكثير من المال الذي تنفقه في وقود سيارتك أو النقود التي تنفقها في وسائل المواصلات.